الأحد، 11 ديسمبر 2011

وباء البلطجة ينتشر فى الشوارع


السيد البدوى: 450 ألف بلطجي يحكمون شوارع مصر
لواء رفعت عبد الحميد:تم تنفيذ أكثر من 170 عملية بلطجة بعد الثورة
والعلاج يكمن فى إنشاء المجلس القومى للأمن المصرى
اللواء فادى الحبشى:جرائم البلطجه تراجعت بعد استرداد جهاز الشرطة عافيته
فكرى خروب: جرائم البلطجة التى تشهدها البلاد حاليا «مصطنعة ومفتعلة» لإثارة الفتن
تسببت حاله الانفلات الامنى التى اصابت مصر بعد احداث ثورة 25 يناير فى ظهور جماعات البلطجة المسلحة، الذين استغلوا حالة التراجع الأمنى فى بسط نفوذهم على الشوارع، بدءاً من السطو المسلح، ومروراً بفرض الإتاوات، وقاموا باقتحام العديد من اقسام الشرطة والمستشفيات والمرافق الحيوية والمنازل والمدارس وكذلك اعمال السرقه بالاكراه وامتدت أعمال البلطجة أيضا إلى اقتحام قاعات المحاكم والنيابات والاعتداء على الصحفيين والمذيعين، وفرض السيطرة ومقاومة السلطات، وسرقة وإتلاف المحال العامة، وسرقة وإحراز السلاح والمخدرات، وإضرام النيران فى ملفات القضايا المهمة فى المحاكم الجنائية، وارتكاب حوادث الخطف والاغتصاب وهتك العرض، وضرب الأطباء والممرضات وسرقة الخزائن وسيارات نقل الأموال، والقتل وإزهاق الأرواح
وقد لجأت وزارة الداخليه بقيادة السيد منصور عيسوى وزير الداخلية بتكثيف الجهود لمكافحة انتشار ظاهرة أعمال البلطجة وضبط الخارجين عن القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء واحكام السيطرة الأمنية, حيث قام قطاع مصلحة الأمن العام بحملة أمنية كبيرة بالتنسيق مع مديريات الأمن وقطاع الأمن المركزى والقوات المسلحة بكافة محافظات الجمهورية اسفرت عن ضبط عدد 49 قطعة سلاح نارىو 12 سجين هارب من السجون المختلفة و 67 متهما فى قضايا مخدرات و 10 متهمين لممارستهم أعمال البلطجة وارتكاب جرائم السرقة بالاكراه و 6 متهمين ارتكبوا 6 حوادث سرقة فردية و54 قضية تموينية متنوعة و 187 مخالفة مرافق متنوعة و 2215 مخالفة مرورية متنوعة و قضيتين أموال عامة وغيرها
ورغم اعتراف خبراء الامن والعلوم الجنائيه بوجود هذه الظاهرة الا انهم أكدوا على انها ستضمحل تدريجيا مع استرداد جهاز الشرطة عافيته وعودة الامن والاستقرار فى البلاد
فى هذا الاطار ذكر لواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية وصاحب أول دراسة عن البلطجة اننا لا ننكر أن الشرطة كان لها دور في صناعة مؤسسة البلطجة حيث عاشت في جلباب الحزب الوطني طويلا فكانت تعطيهم الضوء الأخضر ليفعلوا كل ما يرونه مناسبا لإرهاب الخصوم وتزوير الانتخابات.
واضاف لواء رفعت ان البلطجة العشوائية التي ظهرت بعد الثورةكانت كانت معظمها من شباب غير مسجلين أغلبهم تحت سن 25 وهي شريحة يتجاوز عددها 20 مليونا حيث إن هناك الكثير منهم - عمال باليومية - بائعون ومندوبو مبيعات وعمال في مقاه فقدوا عملهم بعد الثورة فعمدوا إلي البلطجة العشوائية.
وهي ظاهرة يمكن التخلص منها بشيء من التنظيم وإعادة انتشار الشرطة في الشارع وإحكام قبضتها عليه خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية ولا ننسي الإعلام.. فلابد أن يكون له دور في التنفير من الظاهرة بدلاً من التركيز علي البلطجي واعتباره ضحية مثل ما شاهدنا في أفلام دكان شحاتة وحين ميسرة.
ويقول إنه بعد أحداث ثورة الشباب فى 25 يناير الماضى، تم تنفيذ أكثر من 170 عملية بلطجة دون مقاومة، وأن «البلطجية» واصلوا نشاطهم الإجرامى، فى فرض السيطرة ومقاومة السلطات بالسلاح ومهاجمة مجموعات من الناس تجمعهم رابطة واحدة، مستخدمين أدوات متطورة، ومنها الموتوسيكل الطائر مدججين بأسلحة مسروقة من الأقسام والسلاح الأبيض بجميع أنواعه وزجاجات مولوتوف حارقة، وينفذون عملياتهم فى شوارع ومنشآت ومحال على قارعة الطريق وبشكل علنى، وتخصصوا بعد الثورة فى أحداث الانفلات الأمنى فى الشارع، إضافة إلى آخرين متخصصين فى اقتحام الأقسام والسجون وتهريب السجناء، وهو ما يؤثر على تحديد المستقبل السياسى لمصر، خاصة فى ظل الانتخابات المقبلة
وقال إن العلاج يكمن فى إنشاء المجلس القومى للأمن المصرى، تحت رعاية وزير الداخلية، ويتكون من خبراء وشيوخ جميع مؤسسات المجتمع المدنى المهتمين بالعلوم الجنائية الميدانية ويضم خبراء علم النفس الجنائى، وعلم الإجرام، وشيوخاً وخبراء الأمن ممن أوفوا العطاء، وشيوخ القضاء، وكبار رجال الإعلام والصحافة، والمفكرين والمثقفين من الشباب، ليشارك الجميع فى المسؤولية، لأن الأمن المصرى لا يتجزأ.
كما اشارعميد خالد العزازي.. مدير العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن الإسكندرية يقول: لا ننكر أنه كان هناك انفلات أمني مواكب للثورة ولكننا اليوم نحاول تغيير الصورة فمنذ شهر مارس صدرت أوامر بضبط الشارع السكندري ووضع خطة أمنية محكمة لذلك.. من خلال عمل 51 دورية تجوب شوارع المدينة من السادسة مساء حتي الخامسة صباحاً لضبط البلطجية وإعادة الأمن للشارع وهناك أمر لافت للانتباه.. وهو أن الشارع كله تغير بعد الثورة، فالمواطن العادي أصبح أكثر إيجابية وتعاونا مع الشرطة وضابط الشرطة تحلي بالحكمة والهدوء وانعكس هذا علي الشارع.. فمنذ أيام هجم بلطجية علي هيئة محكمة الجنايات وذلك عقب النطق بالحكم علي عاطل بالسجن ثلاث سنوات في قضية سرقة بالإكراه، فتصدي لهم المواطنون وساعدوا الشرطة في القبض عليهم وحماية هيئة المحكمة وتلك هي الروح التي يجب أن تسود الشارع المصري.
ويقول المستشار فكرى خروب، رئيس محكمة جنايات الإسكندرية، إن جرائم البلطجة التى تشهدها البلاد حاليا «مصطنعة ومفتعلة» لإثارة الفتن، ووراءها أصحاب المصالح الحقيقية، التى هددتها الثورة والثوار، وفلول الحزب الوطنى المنحل الذين لا يزالون يعملون فى مواقعهم الإدارية فى مختلف أجهزة الدولة، والمجالس المحلية، وينفقون الأموال فى سبيل إثارة هذه الفتن بصورها المختلفة.
ونصح «خروب» بضرورة تغيير ثقافة وفلسفة وسياسة وزارة الداخلية بصفة عامة، حتى يؤدى ضباط وأفراد جهاز الشرطة فى جميع القطاعات واجبهم على الوجه الأكمل فى التصدى لمثل هذه الجرائم، باعتبارهم يؤدون رسالة سامية فى حفظ الأمن والاستقرار فى المجتمع، ومنع وقوع الجريمة، وتعقب مرتكبيها، مؤكداً ضرورة أن يتولى وزارة الداخلية قاض، بعلمه وتكوينه ورسالته، مشهور بالنزاهة والحيادية وتطبيق القانون، الأمر الذى يبعث برسالة جديدة لرجال الشرطة خاصة، والمواطنين عامة، مفادها سيادة القانون وخضوع جميع المواطنين والحكام لأحكام القانون، لا فرق بين غنى وفقير، أو صاحب سلطة، وأعزل من هذه السلطة، فالكل أمام القانون سواء، ومن يخطئ يحاكم، ومن يصب يثاب، وبذلك وحده نضمن القضاء على مثل هذه الجرائم والفتن، حتى يطمئن الشعب أن كل أفراده أمام القانون سواء.
وقال «خروب» إن ما يتردد عن زيادة أعمال البلطجة مؤخراً، مغالى فيه، ولم يزد كثيرا عما كان قبل الثورة، بل مجرد ترديد شائعات لإخافة المواطنين، لعدم تحقيق جميع أهداف الثورة، والإبقاء على ما كان عليه النظام السابق من فساد واستبداد، لكن المصريين هم أحرص الناس على ثورتهم، وأنفسهم وأموالهم، ولن يستجيبوا لمثل هذه السخافات.
وأشار إلى أن الجرائم المستحدثة، هى جرائم الاعتداء على أقسام الشرطة والمحاكم، وبعض المستشفيات، وأنها رغم كونها جرائم حديثة، فإنها لا تعد ظاهرة فى كل الأحوال، خاصة أنها مفتعلة من أصحاب المصالح الحقيقية وفلول الحزب الوطنى المنحل، وهم أشخاص معروفون، ويستخدمون بلطجية وأصحاب سوابق معروفين أيضا لرجال الشرطة وينفقون عليهم من أجل إثارة الفتنة.
وانتقد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد ما تعانيه مصر حاليا من انفلات أمني وكذلك ما وصفه بـ الانفلات الإعلامي مؤكدا خطورة هذا الانفلات الإعلامي ومشددا على أن الإعلام المصري عليه عبء جسيم ويجب أن يراعي مصلحة وطنه من تلقاء نفسه حسب قوله.
وشدد البدوي على أن اليد المرتعشة لن تبني والشعب المصري - على سبيل المثال- يؤيد الشرطة لأنه أحس بالفراغ الأمني لكن الشرطة مازالت خائفة ومترددة وهو ما يشجع البلطجية" وعندنا نصف مليون بلطجي و12 ألف منطقة عشوائية يسكنها 20 مليون مواطن ومواطنة وإذا لم يشعروا بالضبط والربط فإنه سيحدث ما لا يحمد عقباه
ويقول اللواء فادى الحبشى، الخبير الأمنى، إن الخلل الأمنى الذى شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، جعل البلطجية يتصورون أنهم أصحاب قوة، فخرجوا إلى الشوارع مستعرضين عضلاتهم على المواطنين البسطاء، وارتكبوا جرائم خطف وقطع طرق، ولكن هذا تراجع كثيرا الأيام الماضية، بعدما بدأ جهاز الشرطة فى استرداد عافيته، وأصبح تواجده فى الشارع أمراً ملحوظاً، وبدأ فى إعداد الأكمنة الليلية فى الميادين والشوارع.
وأضاف أن القوات المسلحة أيضا تفرض عقوبات رادعة وسريعة على كل من يرتكب أعمال بلطجة، وبدأ جهاز الشرطة يكثف من تواجده فى الشارع، مشيراً إلى أن ضباط الشرطة غيروا مفاهيمهم وأساليب تعاملهم مع المواطنين، وأصبحوا يلجأون إلى تطبيق القانون، بعيداً عن الإجراءات الاستثنائية التى كانت تحط من كرامة الإنسان، رغم كونها كانت تحد من انتشار أعمال البلطجة، مثل الاعتقالات.
ويرى الحبشى أنه خلال فترة قصيرة، سوف يعود الأمان إلى الشارع، كما كانت الأوضاع قبل الثورة، مؤكداً أنه رغم الأيام الصعبة التى عاشها الجميع خلال الخلل الأمنى، إلا أننا كسبنا جميعا احترام آدمية المواطن، حيث لا يمكن أن تهدر آدمية مواطن الآن، على يد ضابط شرطة أو غيره.
وقال إنه على المواطنين أن يتعاونوا مع رجال الشرطة، من أجل إعادة الثقة إلى الطرفين، فلا يمكن لدولة أن تعيش فى غياب الأمن، وحتى يعود الأمن يتطلب ذلك تعاون المواطنين مع أفراد الشرطة، حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق