السبت، 10 ديسمبر 2011

تخوف الاقباط من نجاح التيار الاسلامى


الاقباط يتخوفون من هجرة رؤوس الاموال القبطية و تقليص تقلدهم الوظائف العليا وفرض الجزيه عليهم
تقدم نحو عشرة آلاف مسيحي بطلبات للهجرة إلى دول أوروبية وأميركية عقب اعلان نتائج الانتخابات
د.محمد البلتاجى: الإسلاميين أحرص الناس على المودة والرحمة
محمد حمدي: لا ارى أي مبرر للتخوف من نجاح الإسلاميين في الانتخابات

عقب الاعلان عن نتائج المرحله الاولى من انتخابات مجلس الشعب لهذا العام والنجاح الساحق للتيار الاسلامى فيها تزايدت المخاوف من جانب الاخوة المسيحين من تولى أى من الاخوان او السلفيين الحكم مشيرين الى ان البرلمان المقبل سيكون برلمانًا دينيًا لا يعبر بشكل كبير عن جميع أطياف وأحزاب الشعب المصرى وتباينت ردود افعالهم حيث ابدى البعض مخاوفهم من ان يؤدى نجاح الاسلاميين إلى هجرة رؤوس الأموال القبطية والتى تمثل نحو ثلث الاقتصاد المصرى وتتمثل فى العقارات وتجارة الذهب وصناعة السيارات كما ابدى البعض الاخر تخوفه من تأثير ذلك علي قضايا الوحدة الوطنية ومدنية الدولة المصرية، والبعض الاخر من الأقباط خائف من أن تفرض عليهم الجزية، أو أن يتم تقليص وجودهم في الوظائف العليا للدولة بينما ابدى بعضهم عدم تخوفهم من وجودهم
فى هذا السياق يرى المستشار أمير رمزى، عضو لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء، أن الأقباط يشعرون بتخوف من النتائج التى تظهر تفوق التيار الإسلامى لأن تجاربهم السابقة لم تكن تبشر بالخير، فالأقباط عانوا مع الإسلاميين طوال السنوات الماضية، وهم فصيل محظور، فماذا سيكون الحال إذا تم الاستحواذ على الأغلبية، وهناك فتاوى عن الجزية وتحريم تولى القبطى بعض الوظائف، والنقطة الأخرى هى أن الأقباط كانوا يأملون فى دولة مدنية، وأن لا يستحوذ فصيل واحد على مقاليد الأمور فى البلاد.
وأضاف "رمزى" أنه من المؤسف أن يكون تقدم الإخوان والسلفيين بالجولة الاولى ليس نتيجة اقتناع الناخب بهم، ولكن لأن هناك نسبة 60% من الأميين صوتوا لهم لأنهم لم يعرفوا غيرهم، ولأن الإخوان قوة منظمة استطاعت أن تتواجد فى جميع اللجان للتأثير على الناخبين، مع استغلالهم حربًا غير شريفة بتغيير إرادة الناخبين بأن "الكتلة" ترتبط باسم نجيب ساويرس، وهذه محاولة لتقسيم المجتمع إلى مسلم ومسيحى، لا سيما أن الكثير من المصريين ليس لديهم الوعى والإرادة الحرة فى الاختيار، وهو ما يتطلب توحيد المصريين والمستنيرين لاستكمال رحلة النضال حتى يتحقق الخير لمصر والمصريين، للحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان، لا سميا أن وصول حزب النور يعنى أنه سيمارس أساليب تشدد تضعف من كرامة وحقوق الإنسان، وتهدد من وضعية الأقليات الدينية والمرأة
أما كمال زاخر، المفكر السياسى، فيرى أن ما صرح به الإخوان حول تشكيل الحكومة ووضع الدستور لا يخرج عن إطار أدبيات الإخوان حول فكرة التمكين، فعندما يقتربون منها تظهر لغة أكثر حدة، وهى لغة ظهرت قبل إعلان المؤشرات كثيرًا من خلال المشهد السياسى بالشارع، وسيطرتهم بقوة وظهورهم فى صورة القوة الوحيدة بالشارع، والتى باتت أمرًا واقعًا، وأضاف أنه غير منزعج من أغلبية الإخوان لأنه أمر يجب مواجهته بشكل أكثر عقلانية لنزع الخوف الداخلى، ولنرى ماذا سيقدمون، وليعرف الشارع حقيقتهم وحجمهم الحقيقى، بعيدًا عن لغة الدين التى تستخدم فى تغييب العقل، وأشار إلى أن الإعلان الدستورى الذى تم وضعه لن يسمح لهم بالاستحواذ على وضع الدستور، وإقصاء طوائف أخرى غير ممثلة، لأن إقبالهم على هذه الخطوة سيكون بداية صدام جديد مع المجلس العسكرى والتيارات الأخرى.
وقال مسؤول رفيع في الكنيسة القبطية "زعماء الاخوان المسلمين لم يكونوا واضحين تماما بشأن خططهم." مضيفا "بعد الثورة بوقت قصير قالوا انهم يريدون دولة مدنية ثم قالوا ان الدولة المدنية تقوم على احكام الشريعة والان يقولون انهم يريدون دولة اسلامية حديثة. كل هذه الاشياء تثير الارتباك والقلق." ويرد الاخوان المسلمون بأن مخاوف المسيحيين من برلمان اسلامي ليس لها اساس ويضيفون ان كل المصريين بغض النظر عن دينهم يجب احترامهم كمواطنين.
ومثل هذه التطمينات تركت مسؤول الكنيسة في حالة شك حيث يقول "انني شعر اننا متجهون نحو نفق مظلم ولا نعرف ماذا ينتظرنا في آخره، لكن في نهاية الامر اعتقد اننا سنجتاز ذلك. انني اعرف ان مسلمين كثيرين غير راضين عن فوز الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية."
واشارت بعض قيادات الكنيسة أنه عقب ظهور نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات التي أسفرت عن فوز الإسلاميين ب65% من مقاعد البرلمان تقدم نحو عشرة آلاف مسيحي بطلبات للهجرة إلى دول أوروبية وأميركية لكن خبراء يرون أن الرغبة في الرقي الإجتماعي والتغلب على الظروف الإقتصادية الصعبة بالداخل وراء الهجرة، وأشار آخرون إلى أن الأمر لا يخلو من أبعاد سياسية تستهدف إظهار مصر بمظهر المضطهد للمسيحيين، مما يعزز مطالب خارجية بفرض الحماية عليها، تمهيداً لإنشاء دولة جنوبية لهم على غرار السودان. إضافة إلى الخوف من الإضهاد.
فى حين قال القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة شبرا، إن الأقباط لا يخشون شيئًا لأن لديهم إيمانًا وثقة بالله، وعليهم ألا يخافوا من نتائج الانتخابات لأن حالهم فى الماضى لم يكن أفضل مما هم عليه اليوم، أو حتى فى وصول التيارات الدينية للسلطة، فالأقباط اعتادوا على المعاناة منذ عصر السادات.
وأضاف "متى" أن التيارات الدينية استغلت الانتخابات بصورة سيئة بإشاعة ما يسمى "قائمة الكنيسة" وتحويل الأمر إلى انتخابات دينية على غير صحيح، وأشار إلى أن الكنيسة لا تفعل شيئًا سوى الصلاة من أجل مصر وشعبها والخير لها.
ويقول القس جرجس بولس راعى كنيسة مارجرجس منشية التحرير:أنا لا أخشي من الإسلاميين إذا وصلوا للحكم، فالمجلس القادم لا يملك أية صلاحيات، والإخوان الذين حصلوا على العدد الأكبر من المقاعد يمثلون جانب الوسط في البرلمان وليس الجانب المتطرف، فالشريعة لو طبقت ستطبق على المسلمين وحدهم، لأن الأقباط لهم شريعتهم.
وأضاف ريمون جبرائيل مهندس بإحدى الشركات :"لكم دينكم ولى دين" هذا ما أريده اذا تولى الاخوان او السلفيون الحكم فأنا لست خائفاً منهم او من تطبيق شريعتهم فمثلاً اذا تم إغلاق الملاهى الليلية ومنع الخمر، فهذا يتفق مع الدين المسيحى ولايهمنا فى شىء فنحن نرفض ذلك أيضا، وإنما لا يجوز التمييز على أساس الجنس أو الدين أو لجوء الجماعات الإسلامية للعنف من أجل تطبيق الشريعة وتحويل مصر من دولة مدنية إلي دولة دينية فعندها سيقع الأقباط والمسلمون في صراع قوي قد يهدد المجتمع
ويؤكد د. يوسف إبراهيم، مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، أن المخاوف من سيطرة التيار الإسلامي على أغلبية برلمانية على رءوس الأموال القبطية في مصر لا أساس لها، وحتى الآن لم يتم رصد أي تحويلات مصرفية لشركات يمتلكها أقباط إلى الخارج وإنه حتى لو افترضنا أن الإسلاميين سيصدرون تشريعات تحرم الربا مثلا، فإن الديانتين المسيحية واليهودية تحرمان الربا أيضا كما هو محرم في الإسلام، فلا مجال للخلاف، ولكني أستبعد أن يبدأ الإسلاميون بمثل هذه التشريعات، وهناك مسيحيون يضعون أموالهم في بنوك إسلامية لأنهم يؤمنون بتحريم الربا، فهناك قاسم مشترك بين الأديان الثلاثة في مثل هذه الأمور
واشار إن الاقتصاد الاسلامي إذا تم تطبيقه في مصر فإنه سيحمي رؤوس الأموال القبطية”، مؤكدا أن التيار الإسلامي في مصر إذا حصل على الأغلبية في البرلمان القادم لن يبدأ بتشريعات اقتصادية كبيرة، كتحريم الربا مثلا
وأضاف إبراهيم أنه لا يوجد تعريف أو إحصاء محدد لحجم مشاركة رءوس الأموال المسيحية في الاقتصاد المصري، ولو قيل إن اقتصاد الأقباط يمثل ثلث الاقتصاد المصري فهذا أمر غير موثق.. صحيح هناك شركات معروفة لمسيحيين معروفين بأنهم من أثرياء المنطقة العربية والعالم، مثل شركات نجيب ساويرس في الاستثمار العقاري والاتصالات وشركة منير غبور لصناعة السيارات، وآمون للأدوية، بالإضافة إلى تجارة معظم الأقباط في الذهب فان معظم هذه الشركات ليست ملكية خاصة لرجال الأعمال الأقباط بل هناك أسهم يشتريها مسلمون من هذه الشركات في البورصة المصرية
ويشير إلى أنه على افتراض سيطرة التيار الإسلامي على الحكومة المقبلة أو البرلمان المقبلة، فإن هذه السيطرة لن تمتد إلى الاقتصاد المصري، ولن يكون هناك تغييرات جوهرية تضر بالآخرين، بل على العكس إذا اتخذ التيار الإسلامي في أي حكومة قادمة خطوات لإصلاح الاقتصاد فستكون لحماية رءوس الأموال المسيحية".
ويضيف إبراهيم: "ليس في عقيدة التيار الإسلامي مبدأ استحلال أموال غير المسلمين وإذا كانت هناك أفكار لدى التيار الإسلامي نحو تفعيل الاقتصاد الإسلامي، فإنه بعد الأزمة العالمية الاقتصادية عام 2008 كانت هناك نصائح من بابا الفاتيكان لدول أوروبا بالاستفادة من تجربة المصارف الإسلامية، وفي فرنسا أقرت الجمعية التشريعية قانونا لإنشاء مصارف إسلامية، فإذا كانت الحال كذلك فلا داعي لأي تخوفات من سيطرة الإسلاميين".
ومن جانبه  طالب د.محمد البلتاجى الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة الأقباط بألا يسمحوا لأحد أن يستغلهم سياسياً بصورة تسيء إليهم مشددا أن الإسلاميين أحرص الناس على المودة والرحمة وأن القران الكريم وضع قاعدة دائمة (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز
وأشار البلتاجي إلي أن إسلامنا يعلمنا ويأمرنا أن حماية حقوق الأقباط دين نتعبد به لله بلا مزايدة وليس هذا موقف سياسي أبدا بل إسلام ومنهاج صادق وصدق مع الله.وهاجم البلتاجى بشدة الإعلام المملوك للكتلة المصرية معبرا عن أسفه من هذا الأسلوب الذى لا يرقى أبدا للممارسة الديمقراطية مستنكرا تصريحات ساويرس بطلب التدخل فى مصر لمواجهة الإسلاميين والإخوان خصوصا .
وأكد البلتاجى أن مصر اليوم والشعب المصرى يعيشان لحظات تاريخيه كلها أمل بأذن الله ولن نسمح بالألم أو اليأس أن يتسرب إلى نفوس جاهدت بحب من اجل بناء بلدها وعقول تستوعب بحرص من أجل حياة كريمة لأبنائها ، وان الشعب المصرى الذى قهر وعذب وظلم وانتهكت كرامته على مدى 30عام حقه الآن أن يحيا حياة كريمة بل حياة مثالية فهو شعب عظيم وكبير القدر والفكر والتاريخ.
وأضاف أن الشعب المصرى رد على كل من قالوا لنا أن الانتخابات ستكون حمام دم والبلطجية سيقتحمون ويقتلون ويختطفون رد الشعب بوقوفه من الصباح الباكر وتحت الأمطار الشديدة ليؤكد للجميع أنه شعب طيب الأعراق وأن السكر والزيت والرسائل والكنتاكى والحملات الإعلامية المنظمة على القائمة والحزب لن تفلح مع شعب بحجم الشعب المصرى.
وأعرب البلتاجى عن فخره بانتمائه للحرية والعدالة ووجوده مع هذه القائمة الشريفة التي تحمل الخير لكل المصريين بغض النظر عن طباعهم واختلافهم فنحن للجميع ومن الجميع ولن نكون أبدا فوق أحد أو على أحد
كذلك أكد محمد حمدي -أحد قيادات الدعوة السلفية والباحث في التيارات الدينية والفكرية أنه لا يرى أي مبرر للتخوف من نجاح الإسلاميين في الانتخابات، مشيرا إلى أن نجاح التيار الديني كان متوقعا، بينما لم يكن نجاح حزب النور السلفي وتقدمه على ائتلاف الكتلة المصرية متوقعا واعتبر أن صعود التيار الديني يعني حصوله على ثقة كبيرة من الشعب المصري، ما يتنافى مع احتمالية وجود أي تخوفات، معتبرا أن التخوفات القليلة لدى بعض الناس تأتي من بعض أشياء فرعية وليست أساسية









هناك تعليقان (2):

  1. العقلاء من النصارى يعلمون جيدا انهم لم ينالوا حقوقهم كامله الا فى ظل الحكم الاسلامى
    اما اصحاب المبادى الهدامه من العلمانيين
    والاحزاب الاخرى التى تعادى الاسلام ليلا نهارا فى وسائل الاعلام والصحف هم الخائفون من الاسلام لاانهم يعلمون انهم اول ناس سوف يحاكموا على ما فعلوة من جرائم تشويه الاسلام
    الاسلام ليس فقط لبس حجاب او اطلاق لحى
    هذه امور شخصيه لا دخل بيها لااحدا
    ولقد اعجبنى حوارا دار فى احدى القنوات مع مرشح الجماعه السلفيه المحامى ابن الشيخ صلاح ابو اسماعيل عندما رد على كل التساؤلات النصارى فى الاخلاق الاسلاميهوالالتزام بها
    سيدتى انظرى الى المسلمين فى امريكا التى تنادى بالحريه
    لا يستطيع مسلم ان يصلى الجمعه هنال الا بتصريح من رئيس العمل
    ونحن هنا فى مصر نخصص يوم الاحد عطله للنصارى حتى يتمكنوا من الصلاة
    هذا هو الاسلام الذى اوصى بهم
    مقالك رائع سيدتى الفاضله
    اكرمك الله واعزك

    ردحذف
  2. صحيح يا امجد لو يعلمون مدى تسامح الدين الاسلامى واهتمامه بالحقوق والواجبات ماتوجس هؤلاء منه خيفه ... اللهم اظهر الحق وانصر الاسلام .. جيهان

    ردحذف